أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 10″

الدكروري يكتب عن المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 10″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 10″

ونكمل الجزء العاشر مع المرأة والرجل في الإسلام، ومن مواقف المرأة العظيمة في الإسلام هو موقف السيدة نفيسة المكرمة الصالحة، ابنة الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي رضي الله عنهما، العلوية الحسنية، من ظلم ابن طولون، وهو عندما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاثه الناس من ظلمه، توجهوا إلى السيدة نفيسة، فشكوه إليها، فقالت لهم متى يركب؟ فقالوا في غد فكتبت رقعة ووقفت في طريقه، وقالت يا أحمد بن طولون فلما رآها عرفها وترجل عن فرسه وأخذ الرقعة منها وقرأها، فإذا فيها مكتوب ملكتم فأسرتم، وقدرتم وقهرتم، وخولتم فعسفتم ودرت عليكم الأرزاق فقطعتم، هذا، وقد عملتم أن سهام الأسحار نافذة لاسيما من قلوب أوجعتموها، وأجساد أعريتموها، اعملوا ما شئتم فإنا صابرون، وجوروا.

فإنا مستجيرون واظلموا فإنا متظلمون ” وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” ” قال فعدل من وقته وساعته، وكان هناك أيضا الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، وفي اليمن وبالتحديد في أواخر الدولة الصليحية من عام ربعمائة وتسعة وثلاثون من الهجرة، والتي تصفها المصادر بأنها كانت على قدر كبير من رجاحة العقل، وبعد النظر وقوة الإدراك حتى أنها كانت تلقب بلقب بلقيس الصغرى وقد شاركت زوجها المكرم بن علي في الحكم ثم زوجها اللاحق سبأ بن أحمد حيث استقلت بعدها في حكم هذه الدولة إلى أن توفيت عن ثماني وثمانون عاما سنة خمسمائة واثنين وثلاثون من الهجرة، وكا كانت من العظيمات هي السيدة “شغب أم المقتدر بالله” ولم يكن لامرأة بعد السيدة زبيدة بنت جعفر من الخير ما كان لها فإنها كانت مواظبة على صلاح حال الحاج وإنفاذ خزانة الطب والأشربة

إلى الحرمين، وإصلاح الطرق والحياض والآبار، وكان يرتفع إليها من ضياعها الخاصة ألف ألف دينار في كل سنة، وتتصدق بأكثرها، ووقفت وقوفا كثيرة على مكة والمدينة ولما قتل ولدها المقتدر وأفضت الخلافة إلى القاهر، قبض عليها واخذ أموالها وأمر الشهود أن يشهدوا عليها بحل وقوفها، فأبت وقالت شيء وقفته لله لا أرجع فيه، خذوا غيره من أموالي، وعذبها عذابا شديدا، ومرضت فلم يخفف عنها من العذاب، إلى أن هلكت في الاعتقال سنة ثلاثمائة وواحد وعشرون من الهجرة، وكما كنت هناك أايضا من العظيمات الأميرة صفية وهي زوجة السلطان مراد الثالث التي وقفت أموالا بقصد ختم القرآن الكريم في مكة والمدينة في مختلف الأوقات، ويحمل أول دفتر للصرّة خاص بها تاريخ الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من عام ألف وسبعة وأربعون من الهجرة

وتتضمن إحساناتها مبلغ أربعة عشر ذهبا لشيخ الحرم، وثلاثمائة وثماني ذهب لستين شـخص من أهل القرآن لختم القران في صـلاتي الصبح والظهر، ومائة وأربع وخمسون ذهبا لواحد وثلاثين شخص من أهل القرآن لختم القرآن في صلاة العصر، وكما كانت هناك أيضا من العظيمات الملكة عصمة الدين أم خليل شجر الدر، ويقول المقريزي رحمه الله الملكة عصمة الدين أم خليل شجر الدر، كانت تركية الجنس، وقيل بل أرمنية، اشتراها الملك الصالح نجم الدين أيوب، وحطت عنده بحيث كان لا يفارقها سفرا ولا حضرا، وولدت منه ابنا اسمه خليل، ومات وهو صغير وهذه المرأة شجر الدر، هي أول من ملك مصر من ملوك الترك المماليك، وذلك أنه لما قتل الملك المعظم غياث الدين تورانشاه ابن الملك الصالح نجم الدين أيوب، اجتمع الأمراء المماليك البحرية.

وأعيان الدولة وأهل المشورة، بالدهليز السلطاني، واتفقوا على إقامة شجر الدر أم خليل زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب في مملكة مصر، وأن تكون العلامات السلطانية على التواقيع تبرز من قبلها، وأن يكون مقدم العسكر الأمير عز الدين أيبك الزكماني الصالحي أحد البحرية، وحلفوا على ذلك في العاشر من شهر صفر، وخرج عز الدين الرومي من المعسكر إلى قلعة الجبل، وأنهى إلى شجر الدر ما جرى من الاتفاق، فأعجبها، وصارت الأمور كلها معقودة بها، والتواقيع تبرز من قلعة الجبل، وعلامتها عليها والدة خليل، وخطب لها على منابر مصر والقاهرة، ونقش اسمها على السكة، ومثاله المستعصمة الصالحية، ملكة المسلمين، والدة الملك المنصور خليل أمير المؤمنين، وكان الخطباء يقولون في الدعاء اللهم أدم سلطان الستر الرفيع، والحجاب المنيع، ملكة المسلمين، والدة الملك الخليل، وبعضهم يقول، بعد الدعاء للخليفة واحفظ اللهم الجبة الصالحية، ملكة المسلمين، عصمة الدنيا والدين، أم خليل المستعصمية صاحبة الملك الصالح.