الدكروري يكتب عن المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 8″
ونكمل الجزء الثامن مع المرأة والرجل في الإسلام، كما لا يجوز للمسلمة لبس ملابس الكافرات الذي يلا يلبي ضوابط اللبس الشرعي ويظهر عورتها، وألا تفوح منه رائحة العطر أو البخور لا يجوز للمرأة المسلمة أن تخرج وهي متطيبة، وتفوح منها رائحة العطر أو حتى رائحة بخور، بحيث يلفت الأنظار إليها، وتثير شهوات الرجال، كما لا يجوز وضع الكريمات ذات الروائح الفواحة على اليدين والقدمين، ولقد أكرم الإسلام المرأة بنتا، فقد كانت توأد في الجاهلية، والله عز وجل حرم هذه العادة وأبطلها، وجعل تربية اثنتين من البنات سببا لدخول الجنة، فعن ثابت عن أنس أو غيره قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى”
وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته قالت جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال ” من يلي من هذه البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار” وقد جرى لأبي الأسود الدؤلي مع زوجته قصة أثار فيها هذا المعنى، ذكر أبو حاتم عن أبى عبيدة أن أبا الأسود جرى بينه وبين امرأته كلام فأراد أخذ ولده منها، فسار إلى زياد وهو وإلى البصيرة، فقالت المرأة أصلح الله الأمير، هذا بطني وعاؤه وحجري فناؤه وثدي سقاؤه، أكلؤه إذا نام، وأحفظه أذا قام، فلم أزل بذلك سبعة أعوام حتى استوفى فصاله وكملت خصالة وأملت نفعه وروجوت رفعه أراد أن يأخذه منى كرها، فقال أبو الأسود أصلحك الله.
هذا ابني حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه، وأنا أقوم عليه في أدبه، وحملته ثقلا، ووضعه شهوة، ووضعته كرها، فقال له زياد، اردد على المرأة ولدها فهي أحق به منك، ودعني من سجعك، ولقد كان للمرأة المسلمة في التاريخ إسهام كبير في إغناء الحركة العلمية والفكرية والأدبية، وفي إقامة أسس الحضارة الإسلامية، فقد نبغ في مختلف مراحل التاريخ الإسلامي الآلاف من العالمات المبرزات والمتفوقات في أنواع العلوم وفروع المعرفة وحقول الثقافة العربية الإسلامية، ومنذ عهد النبوة، كان للمرأة المسلمة شغف بطلب العلم والنبوغ فيه، فأمّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، كانت من أعلم الناس بالقرآن والفرائض والشعر وأيام العرب والتاريخ، وقال هشام بن عروة يروي عن أبيه “ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة”
وكذلك أيضا العالمة الجليلة السيدة فاطمة بنت الحسين بن علي، كانت من أنبغ نساء عصرها وأكثرهن علما وورعا، وقد اعتمد على روايتها كل من ابن اسحاق وابن هشام في تدوين السيرة النبوية، والسيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، كانت تحضر مجلس الإمام مالك بن أنس في المدينة المنورة، واشتهرت بعلمها وصلاحها، وبعد انتقالها إلى مصر، أقامت مجلسا علميا كان يحضره أشهر علماء عصرها، وفي مقدمتهم الإمام الشافعي الذي كان يزورها ويتدارس معها مسائل الفقه وأصول الدين، ولم ينقطع عن زيارتها والاستزادة من علمها حتى توفاه الله، وكانت من المشيعين له، وزينب بنت عباس البغدادية، وكانت من أهل الفقه والعلم، وكانت تحضر مجالس شيخ الإسلام ابن تيمية، وشهدة بنت الأبري الكاتب، كانت من المبرزين في علوم الحديث.
وقد تتلمذ على يديها عدد كبير من العلماء، منهم ابن الجوزي وابن قدامة المقدسي، وأم حبيبة الأصبهانية كانت من شيوخ الحافظ المنذري الذي ذكر انه حصل على اجازة منها، وفاطمة بنت علاء الدين السمرقندي كانت فقيهة جليلة، وكانت ترد على زوجها الشيخ علاء الكاساني صاحب البدائع خطأه في الفقه إذا أخطأ، ولقد كان حرص المرأة على المشاركة في الحياة العلمية يبدوا واضحا في المطالبة بمجلس علمي من رسول الله صلى الله عليه وسلم خاص بهن فقط، وأيضا حرص أمهات المؤمنين رضي الله عنهن على العلم والتلقي والسماع، وأيضا الجلوس إلى أمهات المؤمنين، وارتياد مجالسهن، وخاصة الصحابيات الصغيرات والتابعيات، وأيضا الرحلة من الشام، وبغداد، والبصرة في طلب العلم، وخاصة الرحلة إلى حجرات أمهات المؤمنين.