الدكروري يكتب عن المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 6″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
المرأة والرجل في الإسلام ” جزء 6″
ونكمل الجزء السادس مع المرأة والرجل في الإسلام، وهم في الحقيقة يتخبطون في ظلمات عظيمة، وتتلاطم بهم بحار الجهل المتفاقمة، فالمرأة تئن عندهم وتصرخ ولا ناصر لها ولا معين من البشر، ولما جاء الإسلام وأشرق نوره، وعم ضياؤه وأعطى كل ذي حق حقه، أعز المرأة ورفع شأنها، وعرف الناس مكانتها في هذه الشريعة العظيمة، التي لا ظلم فيها، فالمرأة شقيقة الرجل كما قال صلى الله عليه وسلم ” النساء شقائق الرجال ” رواه الترمذي، وكما أكرم الإسلام المرأة زوجة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء” ويقول المناوي رحمه الله أي اطلبوا الوصية والنصيحة لهم.
من أنفسكم أو اطلبوا الوصية من غيركم بهن أو اقبلوا وصيتي فيهن واعملوا بها وأرفقوا بهن وأحسنوا عشرتهن، والأول للطيبي والأخير للقاضي، قال ابن حجر وهو أوجه الأوجه، والخير الموصى به لها أن يداريها ويلاطفها ويوفيها حقوقها المشار إليها بنحو خبر الحاكم وغيره حق المرأة على الزوج أن يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ولا يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجرها، وكما أكرمها الإسلام أيضا مؤمنة، فكان أول قلب مؤمن تألق بنور الإيمان هو قلب السيدة خديجة رضي الله عنها، فأول من آمن من النساء هي السيدة خديجة رضي الله عنها، وكانت أول شهيدة في الإسلام امرأة وهي سمية أم عمار بن ياسر وزوجة ياسر رضي الله عنهم، وقد قتلها أبو جهل، وكانت الأسرة كلها مؤمنة، الام وهي السيدة سمية وولدها عمار وزوجها ياسر، فكانت الأسرة كلها مؤمنة.
وهم كانوا عبيدا وموالي، وكان أبو جهل يعذبهم تعذيبا لا يعلمه إلا الله، ويمر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ويقول “صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة” ويمر أبو جهل فرعون هذه الأمة عليها فيطعنها بالرمح حتى ماتت ويسيل دمها على الأرض فكانت أول قطرة دم تقع على الأرض في سبيل الله، ويعتمد اختيار الزوج على العديد من الأمور منها الدين، والصفات الشكلية، والصفات المتعلقة بدرجة التعليم وطبيعته، والصفات النفسية، أو ما يُعرف بدرجة التوافق النفسي بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى الوضع المادي للمتقدم، وحالته الصحية أيضا، وصلاحه، وإن مواصفات الزوج الصالح هو التمسك بالدين حيث إن أفضل الصفات التي تتوفر في الزوج الصالح، تمسكه بشرع الله وسُنة نبيه، وتطبيقه لأوامر الدين في حياته اليومية، وأن يضع مخافة الله أمام عينيه.
في كل ما يصدر عنه من قول أو فعل، فما نفع المال إن كان المرء بعيدا عن ذكر الله، وقريبا من غضبه ومعصيته، وحول هذا يجب أن يتحرى أهل الفتاة أو المخطوبة عن الرجل الخاطب، وأن يحرصوا على سؤال أهل الثقة، فبعض الناس للأسف تتعمد تشويه صورة الآخرين دون علم أو تقوى، ويقول الله تعالى في محكم كتابه ” ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم” والنسب الطيب نقصد به أن يكون الخاطب من عائلة تقية، وطيبة المعشر والمعاملة، فذلك أيسر على الفتاة وعلى أهلها، وأيسر بالأطفال الذين سوف يكبرون وسط هذه العائلة، فإذا كانت من نسل ونسب طيب، صلح حال الأولاد، وترعرعوا في جو من الطيب والسكينة، وحسن الأخلاق، أما إذا كانت عائلة الشاب تعرف بالأخلاق السيئة، وسوء التعامل، وكثرة الشرور، وإلحاق الأذى بالآخرين.
فرفض الخاطب أولى، والأمر في نهايته عائد إلى تقدير ولي أمر الفتاة، سواء الأب، أو الأخ الأكبر في حال وفاة الأول، وإلى تشاوره مع الفتاة وباقي أفراد العائلة أيضا والاستعفاف عن طلب المال من الناس حيث يكون رجلا قادرا على تأمين قوت يومه وعائلته، ويستعف عن طلب المال من الناس، دام هو قادر على ذلك، وإن الإسلام قد يسّر شروط المال في هذه الناحية، فلم يحدد المال الكثير، أو الثروة الطائلة كشرط للزواج، ويقول بعض الفقهاء أن صاحب الدين دائما يقدم على صاحب المال والرفق بالمرأة فقد يستصعب البعض معرفة هذا الأمر قبل الزواج، إلا أن الأمر قد يكون أسهل من ذلك، فالرجل الذي يُعامل والدته وأخواته وصلة الرحم من النساء برفق، كيف له أن يقسو على زوجته ورفيقة دربه.