الدكرورى يكتب عن رحبعام بن سليمان “جزء 2”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثاني مع رحبعام بن سليمان، ولقد اعتمد كثيرا على امتياز لم يكتسبه، وذلك عن طريق خدمة الشعب وعلي قوة موروثة ولم يشا أن يحسن استخدامها وقد قام رحبعام بعد رجوعه إلى أورشليم مباشرة بجمع جيش كبير مكون من مائة وثمانين الف رجل للقيام بحرب ضد إسرائيل، ولكن شمعيا النبى قام بمنع الحملة على أساس أنه لا يجب القيام بحرب إخوتهم وأن هذا الانقسام كان من عند الله، ومع ذلك نلاحظ أنه كانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الايام، وقد انشغل رحبعام بعد ذلك بتحصين البلاد التى ظلت تحت يده فقام بتحصين عدد من المدن، وكانت تلك المدن على الطريق إلى مصر او على التلال الغريبة لجنوبي يهوذا، وكان الهدف أساسا من هذه التحصينات.
هو رد هجمات مصر، ومع هذا، أهمل الحياة الروحية للشعب، وترك العبادات الوثنية المستحدثة من أيام أبيه، ولم يلقى بالا للفجور الذي كان منتشرا بين الشعب، ويسجل لنا سفر اخبار الأيام الثانى قصة ازدهار رحبعام ، الذى عاش حياة ثراء، وكرر ما فعله أبوه فتزوج العديد من النساء اذ كانت له ثمانى عشرة إمراة وستون سرية وكانت معكة أحب نسائه إليه حتى أختار ابنها، أبيا، رأسا وقائدا بين إخوته لكى يخلفه على العرش، وقد أغرى ضعف المملكة المنقسمة، شيشق ملك مصر بغزو إسرائيل ويهوذا، وكان هذا في السنة الخامسة من مُلك رحبعام، وشيشق هذا، كان قد رحب بيربعام بن نباط، عندما هرب من وجه الملك سليمان إلى مصر وغزوة شيشق مذكورة باختصار.
في الكتاب المقدس، ولكن النقوش الموجودة في معبد آمون في الكرنك بمصر تقدم صورة تفصيلية لهذا الغزو وكذلك لغزوه المملكة الشمالية، وتذكر هذه النقوش أنه استولى على خمسة وثمانين قرية ومدينة في جنوب يهوذا، وكذلك الكثير من المدن الشمالية في إسرائيل، ولقد كان شيشق ملكا قويا، ولقد استخدمه الله لعقاب مملكة يهوذا، التي ارتدت عنه وعبدت آلهة أخرى، وكان لشيشق ألفان ومائتان مركبة حربية، وستون ألفا من الفرسان، وربعمائة ألفا من المشاة ولقد مات رحبعام وله من العمر ثمان وخمسون سنة بعد ان ملك سبع عشرة سنة، وخلفه ابنه، أبيا، على العرش، ودفن رحبعام فى أورشليم مع آبائه، وقد ورد رحبعام فى سلسلة نسب الرب يسوع.
ويا للأسف، قال الكتاب عنه “وعمل الشر لأنه لم يهيئ قلبه لطلب الرب” وقيل إن رحبعام كان أحمق متغطرسا احتقر عبادة الله فقلده الشعب فى أفعاله الشريرة” وفى بداية شبابه لم تكن له علاقة حقيقية بالله، ولا استناد قلبي عليه، ولم يفعل كأبيه سليمان ولا كحفيده يوشيا، فسليمان في باكورة حياته عندما تراءى له الرب قائلا “اسأل ماذا أعطيك؟” قد أقرّ بضعفه وقال له “أنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول” فأعط عبدك قلبا فهيما لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر، فحسن الكلام في عيني الرب” ويوشيا إذ كان بعد فتى ستة عشر سنه ابتدأ يطلب إله داود أبيه” أما رحبعام فلم يهيئ قلبه لطلب الرب” ورحبعام كان له رصيد عظيم من الإرشاد والنصح فيما كتبه أبوه.
خاصة في سفر الأمثال، وكان يمكنه أن يعرف طريق الحكمة ومخافة الرب وأتيحت له الفرصة ليذكر خالقه في أيام شبابه، ولقد ملك في سن الحادية والأربعين، ولو كان قد عرف الرب منذ حداثته لكان عنده متسع من الوقت ليصبح حكيما، لكنه لم يرغب في هذا الأمر ويبدو أن حياة التقوى وما يصاحبها من حكمة كانت ثقيلة عليه وغير مرغوبة منه فانصرف عنها وتم فيه قول الرب “من يُخطئ عني يضر نفسه” كل مُبغضي يحبون الموت” ولم يستفد رحبعام من مصادر الحكمة المتاحة له؟ لأنه لم يقدرها ولم يطلبها، فنبى الله سليمان يقول ” يا ابني إن دعوت المعرفة، ورفعت صوتك إلى الفهم، إن طلبتها كالفضة، وبحثت عنها كالكنوز، فحينئذ تفهم مخافة الرب، وتجد معرفة الله.
الدكرورى يكتب عن رحبعام بن سليمان “جزء 2”