السمات الشخصية للإنسان ” جزء 3″
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع السمات الشخصية للإنسان، فإن السمات المركزية هي أساسية لشخصية الفرد، في حين أن الصفات الثانوية تكون أقل أهمية وتعتبر سطحية وهامشية، وكذلك السمات المشترکة، وهي تلك السمات المعترف بها في إطار ثقافة ما ويمكن أن تختلف من ثقافة لأخرى، وكذلك السمات الجوهرية، وهي تلك السمات التي يعرف ويتميز بها الفرد، ومنذ زمن غوردن ألبورت، قام أصحاب نظرية السمات بالتركيز على إحصائيات المجموعة أكثر من تركيزهم على إحصائيات الأفراد، فوجدوا أن هناك عدد غير محدود تقريبا من السمات المحتملة التي يمكن أن تستخدم لوصف شخصية، ومع ذلك فقد أثبتت التقنية الإحصائية لتحليل العوامل.
أن مجموعات معينة من السمات مربتطة مع بعضها البعض بشکل وثیق جدا، ويرى باحثون آخرون أن هناك حاجة إلى مزيد من العوامل التي تصف شخصية الإنسان بدقة بما في ذلك الثروة، وحس الدعابة، والجمال، ولکن حاليا فان الكثير من علماء النفس يعتقدون أن خمسة عوامل كافية، وتقريبا جميع نماذج السمة، وحتى الفلسفة اليونانية القديمة، تشمل الانبساط مقابل الانطواء بوصفه بعدا مركزيا من شخصية الإنسان، وآخر سمة بارزة التي وجدت في ما يقرب من جميع النماذج هي العصابية، أو عدم الاستقرار العاطفي، وهناك النظريه التي تصف نوعين مختلفين من الشخصيات، وهى الشخصية المتنافسة، والشخصية الهادئة، وهناك الكثيرين ممن يعتقدون.
بأن الإنسان ذو الشخصية القويه المتنافسه هو معرّض بشدة للإصابة بأمراض القلب، وإن الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم عليه السلام من تراب، ثم صيره طينا، ثم قام سبحانه وتعالى بتصوير كل ذلك بيده سبحانه وتعالى، وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك ” رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” لما صور الله آدم عليه السلام في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه.
فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك ” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ” رواه البخارى، وبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى جسد آدم بهذا الشكل، وسواه ونفخ فيه الروح، وبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام خلق منه حواء، وقد جاءت السنة النبوية الشريفه لتبين شيئا من هذا الخلق، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء ” رواه البخاري.
وقد أصبح الآن من المعلوم بالضرورة أن صفات الإنسان الجسدية من ناحية الطول والعرض ولون الجلد والشعر وغيرها من تلك الأمور التي تحدد شكل الإنسان، هى محكومة بالمورثات أو ما يعرف بالجينات التي تحكم وتتحكم إلى درجة كبيرة في هذه الأمور، بل وأصبح هناك خريطة لمثل هذه الجينات لدى العلماء عن كل من هذه المورثات وأماكن تواجدها في الجسد، وكيفية التأثير فيها، وبنفس المنطق والدرجة نستطيع أن نقول إن شخصية الإنسان وصفاته النفسية محكومة بمثل ذلك، بحيث إن كل شخص لديه صفات تميزه عن الآخرين، بمعنى أن لكل إنسان صفات نفسية مثل طريقة الحديث والتعبير عن النفس وشكل المزاج لديه من ناحية.