اَلْمُعَلِّم . اِجْعَلْهُ مِلْكًا تَنَلْ اَلسِّيَادَةُ ( بِمُنَاسَبَةَ اَلْيَوْمِ اَلْعَالَمِيِّ لِلْمُعَلِّمِ )
اَلْمُعَلِّم .
اِجْعَلْهُ مِلْكًا تَنَلْ اَلسِّيَادَةُ ( بِمُنَاسَبَةَ اَلْيَوْمِ اَلْعَالَمِيِّ لِلْمُعَلِّمِ )
بِقَلَمِ عَاطِفْ مُحَمَّدْ
مِنْ هُوَ اَلَّذِي اِجْعَلْهُ مِلْكًا . . . أَنَالُ اَلسِّيَادَة. ؟ ؟ ؟ وَأَيَّ سِيَادَةٍ أَنَالَهَا ؟ ؟ ؟ ؟
اَلْمُعَلِّمُ . . . . . نَعِمَ اَلْمُعَلِّمُ . . . . . قَدر مُعَلِّمكَ يُعَظمُ قَدْرُكَ وَتَنَالُ سِيَادَة اَلْقُلُوبِ وَالْعُقُولِ ، تَرْقَى وَيُصْبِح قَدْرُكَ مِنْ قَدْرِ تَقْدِيرِ مُعَلِّمِكَ .
_ قَالَ شَاعِرُنَا اَلْعَظِيمُ
أَحْمَدْ شَوْقِي أَمِيرِ الشُّعَرَاءِ . . . . .
قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ اَلتَّبْجِيلَا
كَادَ اَلْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولاً أَعْلَمَتْ أَشْرَفَ أَوْ أَجْل مِنْ اَلَّذِي يَبْنِي وَيُنْشِئُ أَنْفُسًا وَعُقُولاً سُبْحَانَكَ اَللَّهُمَّ خَيِّر مُعَلِّمٍ
عَلِمَتْ بِالْقَلَمِ اَلْقُرُونَ اَلْأُولَى أَخْرَجَتْ هَذَا اَلْعَقْل مِنْ ظُلُمَاتِهِ وَهَدِيَّته اَلنُّورَ اَلْمُبَيَّنَ سَبِيلاً
هَلْ بَعْدَ هَذَا نَبْحَثُ عَنْ قِيمَةِ اَلْمُعَلِّمِ ؟ ؟
نَبْحَثُ عَنْ كَيْفِيَّةِ تَقْدِيرِهِ ؟
أَنَّهَا رِسَالَةُ وَرَسُولُهَا اَلْمُعَلِّمُ وَالرِّسَالَةُ مِنْ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرُ مُعَلِّمٍ ، أَنَّهُ لَشَرَفٌ عَظِيمٌ لَا يُدَانِيه أَيُّ شَرَفٍ . . .
* قَالُوا . . . .
وَهُنَا لَابُدٌّ نَقِفُ عِنْدُ قَوْلِ اِبْنْ اَلْقَيِّمْ وَنُفَكِّرُ قَلِيلاً « عَلمتْ كَلْبَكَ فَهُوَ يَتْرُكُ شَهْوَتَهُ فِي تَنَاوُلِ مَا صَادَهُ اِحْتِرَامًا لِنِعْمَتِكَ وَخَوْفًا مِنْ سَطْوَتكَ وَكَمْ عِلْمكَ مُعَلِّمَ اَلشَّرْعِ وَأَنْتَ لَا تَقْبَلُ » اَااَهْ مِنْ قَوْلِكَ يَاعَلَامَة اَلْعُلُومُ ، عَلَيْنَا أَنْ نَعِيَ وَنَفْهَمُ أَنَّ اَلْمُعَلِّمَ هُوَ اَلرُّوحُ اَلَّتِي تَبُثُّ فِي جَسَدِ كُلٍّ مُتَعَلِّمٍ لِتُعْطِيَهُ اَلْحَيَاة ، لِتَمنعه مِنْ شَهْوَةِ اَلْجَهْلِ ، نَعم فَالْجَهْلُ يُصَوِّرُ لَكَ اَلرَّدِيءُ اَلْخَبِيثُ رَائِعًا وَجَمِيلاً وَلَا يُنْقِذُكَ مِنْ ذَلِكَ سِوَى اَلْمُعَلِّمِ عَلَيْنَا أَنْ نَتَوَجَّهَ لِكُلِّ مُعَلِّمٍ وَنَقُولُ لَهُ كَمَا قَالَ جُبْرَانْ خَلِيلْ جُبْرَانْ
أَيُّهَا اَلْمُعَلِّمُ ، سَنَكُونُ خُيُوطًا فِي يَدَيْكَ وَعَلَى نُولِكُ فَلْتَنْسِجنَا ثَوْبًا إِنَّ أَرَدْتَ ، فَسَنَكُونُ قِطْعَة فِي ثَوْبِ اَلْعَلِيِّ اَلْمُتَعَالِي، أَيْ قَدْرٍ وَأَيِّ قِيمَةٍ يُرْجِعُهَا جُبْرَانْ لِلْمُعَلِّمِ كُلِّنَا خُيُوطٌ ، كُلُّنَا سَوْفَ نَنْسِجُ عَلَى ذَلِكَ اَلنَّوْلِ اَلْمُتَمَيِّزِ اَلَّذِي يُخْرِجُنَا فِي اَلنِّهَايَةِ قِطْعَةَ قُمَاشٍ تُضَافُ إِلَى ثَوْبِ اَلْوَطَنِ وَقَدْ نَكُون أَهَمَّ قِطْعَةٍ فِي ذَلِكَ اَلثَّوْبِ وَرُبَّمَا نُكَوِّنُ اَلْقِطْعَةُ اَلْأَغْلَى وَالْأَثْمَنُ ، مِنْ اَلَّذِي أَعْطنَا تِلْكَ اَلْأَهَمِّيَّةِ وَالْقِيمَةِ ، أَنَّهُ اَلْمُعَلِّمُ اَلَّذِي لَوْلَاهُ مَا كَانَ أَحَدُ مِنَّا كَائِنًا اَلْآنِ . .
* أَسُوقُ لَكُمْ بَعْضِ اَلْأَدِلَّةِ
كَانَ اَلسُّلْطَانُ ( قَابُوسْ ) رَحِمَهُ اَللَّهُ لَهُ بِرُوتُوكلَا صُنْعُهُ بِنَفْسِهِ وَلِنَفْسِهِ ، وَمِنْ خَصَائِصَ هَذَا اَلْبُرُوتُوكُولِ أَنَّهُ طَوَالِ حَيَاتِهِ لَمْ يَذْهَبْ إِلَى اَلْمَطَارِ لِاسْتِقْبَالِ أَيِّ شَخْصِيَّةٍ كَانَتْ ، مِنْ أَيِّ بَلَدٍ يُكَوِّنُ وَلَكِنَّهُ كَسْرُ ذَلِكَ اَلْبُرُوتُوكُولِ كَسْرًا وَلَمْ يَحْفُلْ بِهِ ، بَلْ أَلْقَاهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ وَالسَّبَبُ زِيَارَةَ رَئِيسِ اَلْهِنْدِ آنَذَاكَ ( شَانْكَارْ دِيَالْ شَارْمَا ) وَكَانَ ذَلِكَ فِي مَطْلَعِ اَلثَّمَانِينِيَّاتِ وَهُنَا كَادَ اَلتَّعَجُّبُ وَالْفُضُولُ يَنْهَشُ اَلْقُلُوبَ وَالْعُقُولَ لِمَاذَا هَذَا اَلرَّجُلِ تَحْدِيدًا ؟ ؟ ؟ ؟ حَاوَلَ رِجَالُ اَلْحُكُومَةِ وَرِجَالِ اَلْإِعْلَامِ اَلْوُقُوفِ عَلَى اَلْأَسْبَابِ وَلَكِنْ لَا جَدِيد ، اَلْغَرِيبَ بَلْ وَالْأَكْثَر غَرَابَةَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَقْبِلْ اَلرَّئِيسُ شَانْكَارْ أَمَامَ اَلطَّائِرَةِ بل صَعَّدَ إِلَيْهِ وَدَخَلَ اَلطَّائِرَةَ وَعَانَقَ اَلرَّئِيسُ عِنَاقًا حَارًّا قَبْلَ حَتَّى أَنْ يَقُومَ مِنْ مَقْعَدِهِ ، وَكَانَ اَلنُّزُولُ فِي أَبْهَى مَا يَكُونُ اَلسُّلْطَانُ وَالرَّئِيسُ يَنْزِلَانِ مُتَشَابِكِينَ اَلْأَيْدِيَ بِكُلِّ حَمِيمِيَّةٍ ، أَمَّا اَلتَّصَرُّفُ اَلَّذِي أَذْهَلَ اَلْجَمِيعَ أَنَّ اَلسُّلْطَانَ عِنْدَمَا وَصَلَ إِلَى اَلسَّيَّارَةِ اَلْمُخَصَّصَةِ لِنَقْلِهِمَا أَشَارَ لِلسَّائِقِ بِتَرْكِ مَقْعَدِهِ وَنَفَّذَ اَلسَّائِقُ سَرِيعًا ، ثُمَّ فَتْحَ اَلْبَابَ بِنَفْسِهِ لِلرَّئِيسِ شَانْكَارْ وَأَجْلَسَهُ ثُمَّ قَادَ اَلسَّيَّارَةَ بِنَفْسِهِ إِلَى مَكَانِ اَلْوُصُولِ إِلَى اَلْقَصْرِ اَلسُّلْطَانِيِّ ، وَقَضَى اَلرَّئِيسُ مَا قَضَى وَسَافَرَ بِنَفْسِ اَلطَّرِيقَةِ . . وَعِنْدَمَا سُئِلَ اَلسُّلْطَانُ فِي مُؤْتَمَرٍ صَحَفِيٍّ أَجَابَ عَلَى تَسَاؤُلَاتِ اَلصِّحَافَةِ وَوَسَائِلِ اَلْإِعْلَامِ قَالَ بِهُدُوءٍ وَفَخْرٍ عِنْدَمَا ذَهَبَتْ إِلَى اَلْمَطَارِ لَمْ أَكُنْ اِسْتَقْبَلَ فَخَامَةُ اَلرَّئِيسِ شَارْمَا لِأَنَّهُ رَئِيسًا لِلْهِنْدِ ؟ وَلَكِنْ ذَهَبَتْ لِاسْتِقْبَالِ صَاحِبِ اَلْفَضْلِ عَلِي ، اَلسَّيِّدْ شَارْمَا مُعَلِّمِي وَأُسْتَاذِي فِي بُونَا بِالْهِنْدِ عِنْدَمَا كُنْتُ أَدْرُسُ وَانَا صَغِيرًا وَلَمْ يَكُنْ مَعْلَمًا عَادِيًّا لَقَدْ عَلَّمَنِي كَيْفَ أَتَكَلَّمُ وَأَعِيشُ وَأَتَصَرَّفُ وَأُوَاجِهُ أَيَّ عَاصِفَةٍ مَهْمَا كَانَتْ بِثَبَاتِ بَعْدَ هَذَا كُلُّهُ أَلَّا يَسْتَحِقَّ أَنْ أَذْهَبَ إِلَيْهِ وَأَقُود سَيَّارَتَهُ وَأَحْسَنَ ضِيَافَتَهُ ، وَعَلَى اَلْمَنَاصِبِ أَلَّا تُنْسِينَا مِنْ عَلمُونَا فَبِفَضْلِهِ صِرنَا عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ اَلْآنَ . . . وَلِهَذَا حَاوَلَتْ عِنْدَمَا أَصْبَحَتْ حَاكِمًا تَطْبِيقَ مَا تَعَلَّمَتْهُ مِنْ هَذَا اَلْمُعَلِّمِ اَلْعَظِيمِ أَسُوقُ هَذِهِ اَلْقِصَّةِ لِأَنَّ اَلتَّصَرُّفَ أَثَارَ إِعْجَابِي وَجَعَلَنِي اِبْحَثْ عَنْ مَوَاقِفِ أُخْرَى وَمِنْهَا . . . .
* مَلِكَةُ بُوتِينْ اَلْمُتَوَّجَةِ
يُحْكَى أَنَّ اَلرَّئِيسَ اَلرُّوسِيَّ بُوتِينْ تِلْكَ اَلشَّخْصِيَّةِ اَلْفَرِيدَةِ وَاَلَّتِي يُعْرَفُ عَنْهُ أَنَّهُ شَدِيدٌ اَلْوُثُوقِ بِنَفْسِهِ ، خَرْقُ اَلْبُرُوتُوكُولِ هُوَ اَلْآخَرُ ذَاتَ مَرَّةِ وَغَيْر اَلتَّقَالِيد اَلْمُتَعَارَفِ فَعِنْدَ حُضُورِهِ مُنَاسِبَةً اِحْتَشَدَ فِيهَا جَمْعٌ كَبِيرٌ مِنْ اَلنَّاسِ عَلَى اَلصَّفَّيْنِ ، وَأَثْنَاءَ سَيْرِهِ نَظَر وَدَقَّقَ اَلنَّظَرُ وَفَجْأَة . بِلَا سَابِقٍ إِنْذَارٍ اِخْتَرَقَ اَلْحُشُود وَالصُّفُوف دُونَ حَرَسٍ بِطَرِيقَةٍ تعْجب لَهَا اَلْجَمِيع وَعَانَقَ سَيِّدَةَ عَجُوز كَانَتْ تَقِفُ بَيْنَ اَلْحُشُودِ اَلْكَثِيرَةِ ، وَعِنْدَمَا عَانَقَهَا أَجْهَشَتْ اَلْعَجُوز فِي اَلْبُكَاءِ فَمَسَحَ دُمُوعُهَا بِمَنْدِيلِهِ وَتَبَاطَأَ ذِرَاعُهَا وَاصْطَحَبَهَا كَمَلِكَةٍ مُتَوَّجَةٍ وَسَطَ دَهْشَةِ اَلْحُضُورِ ، مِنْ هِيَ اَلَّتِي بِمُجَرَّدِ رُؤْيَتِهَا تَغَيَّرَتْ كُلَّ اَلثَّوَابِتِ وَكُلِّ الضَّوَابِطِ . . . . . ثُمَّ أَعْلَنَ لِلْجَمِيعِ هَذِهِ هِيَ اَلْمَلِكَةُ إِلَى عَلَّمَتْنِي صَاحِبَةُ اَلْفَضْلِ عَلَى أَنَّهَا مُعَلِّمَتِي عَامِلُوهَا كَمَلِكَةٍ فَهِيَ مُعَلِّمَةُ رَئِيسِكُمْ . . .
* لَا تَنْسَى أَبَدًا
أُمًّا عَنْ اَلْمَأْمُونْ خَلِيفَةً اَلْمُسْلِمِينَ فِي عَصْرِهِ يُرْوَى أَنَّهُ فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ ضَربَةَ اَلْمُعَلِّم بِالْعَصَا دُونَ أَيِّ سَبَبٍ فَلِمَ يخطىءْ حَتَّى يُعَاقبَ وَلَمْ يُسِئْ اَلْأَدَب حَتَّى يُعَاقبَ فَلما اَلضَّرْب ، فَسَأَلَ اَلْمُعَلِّمُ فَقَالَ لَهُ اُسْكُتْ وَعِنْدَمَا أَعَادَ اَلسُّؤَالُ قَالَ لَهُ اُسْكُتْ ، مَرَّتْ اَلسُّنُونَ وَتَغَيُّرِ اَلْوَضْع وَوَصَلَ اَلْمَأْمُونْ إِلَى سُدَّةِ اَلْحُكْمِ وَلَكِن ظِلَّ اَلسُّؤَال يُحَيِّرُهُ . . . لِمَاذَا ضَرَبَنِي اَلْمُعَلِّمُ ؟ ؟ ؟ ؟
فَلَمْ يَصْبِرْ وَاسْتَدْعَى اَلْمُعَلِّم وَقَابَلَهُ بِكُلِّ اِحْتِرَامٍ وَإِجْلَالٍ أَجْلَسَهُ بِجِوَارِهِ وَضَاحكَة ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهِ نَفْسُ اَلسُّؤَالِ اَلَّذِي طَرَحَهُ عَلَيْهِ وَهُوَ صَغِيرٌ لِمَاذَا ضَرَبْتنِي ضَحِكَ اَلْمُعَلِّمُ وَقَالَ أَلَم تِنِس رَغْمَ مُرُورِ كُل هَذَا اَلْوَقْتِ اَلطَّوِيلِ . . . . لَمُّ أَنَسْ طَوَالَ حَيَاتِي وَظَلَّ اَلْمَوْقِفُ يُحَيِّرُنِي قَالَ اَلْمُعَلِّمُ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ فِي أَحَدِ اَلْأَيَّامِ سَتَكُون ذَا شَأْنٍ كَبِيرٍ بَلْ وَتُصْبِح خَلِيفَة اَلدَّوْلَةِ اَلْإِسْلَامِيَّةِ لِهَذَا تَعَمَّدَتْ أَنْ أَضْرِبك وَبِدُونِ سَبَبِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ اَلْمَظْلُومَ لَا يَنْسَى مِنْ ظلْمه وَلَا يَنْسَى قَدْرَ هَذَا اَلظُّلْمِ، اَلظُّلْم هُوَ اَلنَّارُ بِعَيْنِهَا اَلَّتِي تَشْتَعِلُ فِي قَلْبِ اَلْمَظْلُومِ وَلَا تَنْطَفِئُ مَهْمَا مَرَّتْ اَلسَّنَوَاتُ . . . . . . هَكَذَا عِلْمُ اَلْمُعَلِّمِ ، أَنَّهُ اَلْمُعَلِّمُ اَلَّذِي يَحْفرُ عِلْمُهُ فِي اَلْعُقُولِ وَالْقُلُوبِ يُغَذِّي اَلْأَرْوَاحَ يَصْنَعُ حُكْمًا عَادلاً لِهَذَا فَمِنْ اَلْوَاجِبِ اَلْإِنْسَانِيِّ وَالْوَاقِعِ اَلْأَخْلَاقِيِّ مَعْرِفَتُنَا بِالْجَمِيلِ نَنْصَحُ كُل مِنْ تَعَلّم . . . . . . أَحْتَرِم مُعَلِّمكَ أَظْهَر لَهُ اَلْإِجْلَال وَالِاحْتِرَام وَالْإِكْبَار وَكُلُّ اَلتَّقْدِيرِ
مُعَلِّمِي نَبِيلٌ أَبُو اَلسُّعُودْ
لَمْ يَكُنْ بِالْمُعَلِّمِ اَلْعَادِيِّ ، بَلْ كَانَ لَهُ اَلْأَثَرُ فِي تَكْوِينِي وَظَللْتُ اِحْمِلْ فَضْلَهُ بَيْنَ أَضْلُعِي وَحِينَ أَقْدَمَتْ عَلَى اَلزَّوَاجِ جَعَلَتْهُ شَاهِدًا عَلَى عَقْدِ اَلزَّوَاجِ تَقْدِيرًا لِدَوْرِهِ فِي حَيَاتِي أَنَّهُ اَلرَّاحِلُ أُسْتَاذِي نَبِيلٌ أَبُو اَلسُّعُودْ طَيَّبَ اَللَّهُ ثَرَاهُ
* هَلْ اَلتَّعَليمُ سَهْلٌ ؟ ؟ ؟ ؟
أَنْ تُصْبِحَ مُدَرِّسًا هَذَا لَيْسَ سَهْلاً ، قَدْ يَقُولُ اَلْبَعْضُ وَمَا اَلصُّعُوبَةُ فِي ذَلِكَ ، أَقُولُ لَكُمْ فِي اَلْبِدَايَةِ لَيْسَ كُلٌّ مِنْ يَعْلَمُ أَوْ تَعَلُّم أَوْ لَدَيْهِ اَلْعَلَمُ يُمْكِنُ أَنْ يَعْلَمَ ، فَالتَّعْلِيمُ مِهْنَةٌ لَهَا خُصُوصِيَّةٌ لَا يُدْرِكُهَا إِلَّا اَلْمُعَلِّم فَقَطْ فَعِنْدَمَا ( يَقِفَ ) اَلْمُعَلِّمُ أَمَامَ اَلتَّلَامِيذِ لِيعْلمَهُمْ دَرْسًا لَا يَعْلَمُ فَقَطْ كَيْفَ يَقْرَأُ وَيَكْتُبُ وَيحْسَب وَلَكِنْ يَخْلِطُ عِلْمهُ بِأَدَبٍ وَسُلُوكٍ وَقِيَمٍ وَأَخْلَاقٍ و إِنْسَانِيَّةٍ رَاقِيَةٍ وَيُقَدِّمُ كُلُّ هَذَا فِي طَبَقِ مِنْ اَلنُّورِ يَتَنَاوَلُهُ اَلتِّلْمِيذُ فَيَتَحَوَّلُ ظَلَامُ عَقْلِهِ إِلَى نُورِ لَهُ آفَاقٌ مُتَعَدِّدَةٌ ، فَيَخْطُو خُطُوَاتِهِ نَحْوَ اَلْأَمَامِ وَهُنَا يَسِيرُ بِثِقَةٍ وَلَا يَعْبَأُ مِنْ إِمْكَانِيَّةِ اَلسُّقُوطِ فَعَلِمَ اَلْمُعَلِّمُ جَعْلَهُ يَقْفِزُ فَوْقَ عَقَبَاتِ اَلتَّخَلُّفِ وَالْجَهْلِ يَصْمُدُ أَمَام غَبَاءَاتْ اَلْجُهَلَاء ، أَسْهَمَ فِي رُقِّيَ نَفْسَه وَأَهْله وَوَطَنِهِ وَعَالمهِ
* اَلْمُعَلِّمُ فَقَطْ
إن دِرَاسَةَ اَلْمُعَلِّمِ أَهَّلَتْهُ لِفَهْمِ كُلِّ اَلْعَقْلِيَّاتِ وَالتَّعَامُلِ مَعَهَا يَعْرِفُ مَنْ يَفْهَمُ مِنْ أَوَّلِ وَهْلَةٍ ، وَمنْ يُعَادُ لَهُ اَلشَّرْحُ فَيَفْهَمُ ، وَمِنْ يَحْتَاجُ لِلتَّكْرَارِ لِيفَهمْ وَمِنْ يَجِبُ أَنْ تُبْدِعَ لَهُ أَكْثَرَ لِتَصِلَ لَهُ اَلْمَعْلُومَةُ ، كُلُّ هَذَا فِي لَحَظَاتٍ ، يُبَرْمِج عَقْلُ اَلْمُعَلِّمِ مَا هُوَ اَلْمَطْلُوبُ وَيُحَسِّنُ اَلتَّعَامُلُ وَيُقَدِّمُ خِدْمَةً عَلَى أَعْلَى مُسْتَوًى مُعْتَمَدَةٍ مِنْ ضَمِيرِهِ أَمَامَ اَللَّهِ عَزَّ . وَجَلَّ . . . . .
* شَيْءٌ مَفْرُوغٌ مِنْهُ . . .
لَنْ أُؤَكِّدَ عَلَى سُمُوِّ مِهْنَةِ اَلتَّعْلِيمِ وَسُمُوِّ مَكَانَةِ اَلْمُعَلِّمِ فَالْكُلّ يَعْرِفُ هَذَا جَيِّدًا ، فَحَبِيبُنَا ( سَيِّدُنَا مُحَمَّدْ عَلَيْهِ أَفْضَلَ اَلصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ ) خَيْرَ مُعَلِّمِ صَبْرٍ عَلَى غَزَوَاتِ اَلْجَهْلِ ، خَاطَبَ اَلنَّاس عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ وَعلم اَلْمُعَلِّمِينَ هَذَا ، فَعلّمُوا مُؤَكِّدِينَ أَنَّ اَلْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ اَلْأَنْبِيَاءِ وَأَنَّ اَلْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرِثُوا اَلْعَلَم فَمِنْ أَخْذه أَخْذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ . . .
* حُكَّامٌ تَعَلَّمُوا فِي مِصْرَ .
اَلْمُعَلِّمُونَ اَلْمِصْرِيُّونَ لَهُمْ سَبق اَلتَّعْلِيم، عَلِمُوا اَلْجَمِيع مِنْ اَلْعَامَّةِ إِلَى اَلسَّاسَةِ وَالْحُكَّامِ . . .
وَإِلَيْكُمْ بَعْضٌ مِنْ تَعَلَّمُوا عَلَى يَدِ اَلْمُعَلِّمِ اَلْمِصْرِيِّ وَفِي مِصْرَ ، اَلْقَائِمَة طَوِيلَة وَلَكِنْ نَسُوقُ مِنْهَا اَلْقَلِيلَ
_ اَلْمَلِكَة صُوفْيَا مَلِكَةُ أَسْبَانْيَا تَعَلَّمَتْ فِي مِصْرَ عَلَى يَدِ اَلْمُعَلِّمِينَ اَلْمِصْرِيِّينَ وَذَكَرَتْ هَذَا فِي أَكْثَرَ مِنْ مُنَاسَبَةٍ إِجْلَالاً وَاعْتِرَافًا وَتَقْدِيرًا
_ أُمًّا اَلْمَلِكْ حُسَيْنْ مَلِكِ اَلْأُرْدُنِّ فَهُوَ كَثِيرًا مَا ذَكَرَ اَلْإِسْكَنْدَرِيَّةَ وَمَعِيشَتَهُ فِيهَا وَتُعَلّمهُ فِي مَدْرَسَةِ فِيكْتُورْيَا وَيَذْكُرُ اَلْمُعَلِّمِينَ بِهَا وَيَحْفَظُ اَلْفَضْل فِي تَكْوِينِ شَخْصِيَّتِهِ أُمًّا زَوْجَتَهُ اَلْمَلِكَةُ رَانْيَا فَهِيَ إِحْدَى خِرِّيجَاتِ اَلْجَامِعَةِ اَلْأَمْرِيكِيَّةِ بِالْقَاهِرَةِ فِي مِصْرَ
_ اَلرَّئِيسُ اَلْفِلَسْطِينِيُّ يَاسِرْ عَرَفَات تَعَلُّمٍ وَتَخَرَّجَ في كُلِّيَّةِ اَلْهَنْدَسَةِ عَلَى يَدِ أَعْظَمِ اَلْمُعَلِّمِينَ
_ اَلرَّئِيسْ صَدَّامْ حُسَيْنْ فِي كُلِّ أَحَادِيثِهِ عَنْ مِصْرَ يذْكرُ فَضْلْ تَعَلُّمِهِ بِهَا عَلَى يَدِ أُسْتَاذِة إِجْلَاءً فَهُوَ خِرِّيجُ حُقُوقِ اَلْقَاهِرَةِ .
_ اَلرَّئِيسُ هَوَّارِي بُومَدْيَنْ ذَلِكَ اَلرَّئِيسِ اَلْجَزَائِرِيِّ اَلَّذِي يَكنْ اَلْفَضْل لِأَسَاتِذَتِهِ فِي جَامِعَةِ اَلْأَزْهَرِ
_ أَمَّا وَزِيرُ اَلْعَمَلِ اَلسُّعُودِيِّ غَازِي اَلْقُصَيْبِيّ فَإِنَّهُ يَفْتَخِرُ أَنَّهُ خِرِّيجُ حُقُوقِ اَلْقَاهِرَةِ أَيْضًا وَأَنَّهُ تَعَلَّمَ عَلَى يَدِ اَلْأَسَاتِذَةِ اَلْمِصْرِيِّينَ
_ وَكَانَ لِجَامِعَةِ اَلْأَزْهَرِ بِكُلّ أَسَاتِذَتِهَا فَضْلْ كَبِيرٍ عَلَى تَعْلِيمِ رَئِيسِ جُزُرِ اَلْمَالْدِيفْ مَأْمُونْ عَبْدِ اَلْقَيُّومْ اَلْقَائِمَةِ طَوِيلَةً لَا يَتَّسِعُ اَلْمَجَالُ لِذِكْرِهَا وَلَكِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَسُوقَ هَذِهِ اَلْأَمْثِلَةِ كَدَلِيلٍ عَلَى بَرَاعَةِ وَرِيَادَةِ اَلْمُعَلِّمِ اَلْمِصْرِيِّ أَنَّهُ صَاحِبُ اَلْفَضْلِ فِي اَلتَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ، صَاحِب اَلْبِنَاءِ لِلشَّخْصِيَّةِ اَلَّتِي وَصَلَتْ لِسُدَّةِ اَلْحُكْمِ فِي بَلَدِهَا .
وَكَانَ اَلْمُعَلِّمُ اَلْمِصْرِيُّ هُوَ اَلْأَسَاسُ . صَاحِبُ اَلسُّمُوِّ اَلرَّفِيعِ وَالْمَقَامِ اَلرَّفِيعِ لِهَذَا . . . . . اِجْعَلْهُ مِلْكًا تَنَلْ اَلسِّيَادَةُ . . . . أَنَّهُ اَلْمُعَلِّمُ اَلَّذِي يبْخَسُ حَقُّهُ . . . . . اَلْآنُ