أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

إنذار

إنذار
بقلم د/ شيرين العدوي

عزيزي القارئ أثرت معك موضوع المثلية الجنسية في مقالي السابق، ووضعت يدك على شخصية علمية متميزة هو “آلان تورنج” الأب الروحي للثورة الرقمية التي نحياها اليوم، وأوضحت لك أنه كان يعاني من المثلية الجنسية، وقد حوكم بفعلته هذه بالإخصاء الكيميائي مما أدى به للانتحار بقضم قطعة من تفاحة مسممة بمادة السيانيد. ولعبقريته حاول المجتمع الدولي في العصر الحديث الاعتذار له بشتى الطرق وعبر رموز تقبلناها دون أن نشعرمثل: رمز التفاحة المقضومة لإحدى الشركات العالمية للكمبيوتر في إشارة مغلفة لانتحاره، وغيرها من الأيقونات التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي وتحمل ألوان عَلم الشواذ، ونتداولها بفرح دون وعي؛ ومنها الأفلام القصيرة، وموقع نتفيلكس الذي لا يعرض فيلما دون لقطة للشذوذ.
أشار ميشيل فوكو في كتابه “تاريخ المثلية” إلى ظهورمصطلح المثلية في القرن 19 عندما حاولت الملكة فكتوريا تجريم الشذوذ الذي ظهر بين أبناء الطبقة الأرستقراطية. وقد اخترت لك من نفس القرن آلان تورنج لأن سبب شذوذه كان دخوله مدرسة داخلية؛ فخضع للقانون النفسي “الترغيب والنبذ”؛ إذ جعله يميل لبني جنسه وينفر من الإناث. وهنا أنبه الأمهات لدورهن الحيوي في تربية أولادهن الذكور بتمرير صورة نفسية جميلة للمرأة حتى إذا كبرالطفل احتفظ بها وساعدته على الاقتراب من الجنس الآخر، وكذلك دور الأب بالنسبة للإناث؛ لتمر مرحلة الطفولة بسلام نفسي، فلا يحتاج الطفل لأطراف خارجية تشبع جوعه العاطفي، أو يعدل صورة الأباء لديه إن كانوا قساة سيئين. وعلي المجتمع المدني إنشاء مراكز تؤهل المقبلين على الإنجاب لكيفية التعامل مع الأبناء وحمايتهم نفسيا. ففي قصة آلان تورنج غاب دورالأسرة فمُنِي بخلل أثناء تنشئته دفعه للمثلية.
القضية لدي ليست فيمن ولد بخلل ما هرموني ويمكن علاجه. فطبقا لمنظمة الصحة العالمية فإن 3إلى 4 في المائة من مواليد العالم يعانون من عيوب خلقية ولم توضح المنظمة نسبة الذي يعانون من عيوب خلقية في الأجهزة التناسلية فكتبت “بعضا منها يكون في الأجهزة التناسلية”. إذا هذه النسبة ربما لا تتعدى الواحد في المائة، ,لماذا لم تحددها المنظمة، هل لنوهم العالم بعظم الأمر فتشيع الفاحشة؟! ما أريد أن أركز عليه هنا نقطتين:
الأولي: تنبيه الأسرلضرورة توعية الأطفال منذ نعومة أظفارهم دون خجل بالحياة الجنسية، والممارسات السليمة، بصورة مبسطة مع التأكيد على السن التي يستطيع فيها ذلك، وتدريب الطفل على التفريق بين اللمسة الحانية واللمسة الشريرة، وبث الأمان في عقله وقلبه ليتحدث لأهله إذا تعرض لتحرش ، سواء أكان هذا التحرش من امرأة أم رجل. فمنظمة اليونسكو توضح في تقرير لها أن 50% من صغار السن وتقصد (مرحلة الطفولة إلى سن المراهقة) ممن تعرضوا للتحرش يميلون ثم يتحولون إلي الشذوذ الكامل؛ وهذه نسبة مرعبة.
الثانية: الانتباه لما يحاوله الغرب من تمرير خطاب الشذوذ تحت دعاوي التحرر، وتشجيع الشباب على تقبله ثم ممارسته. مما جعل نسبة منهم ممن يتسمون بالصحة النفسية والجسدية تمارسه وتجاهر به؛ بل وتتباهي به عبر مواقع معروفة في السوشيال ميديا؛ مما دفعني للكتابة. فانتبهوا أيها السادة فمن يسلك هذا الطريق تهون كل القيم في نظره.