أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الزواج والطلاق والحرية” جزء 9″

الدكروري يكتب عن الزواج والطلاق والحرية” جزء 9″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الزواج والطلاق والحرية” جزء 9″

ونكمل الجزء التاسع مع الزواج والطلاق والحرية، فيا من سوّل له الشيطان وأملى له، فأحدث بدعا بيوتا للأعراس، صادم بها الأمر بتخفيف الصداق، والحث على تكثير الأمة، نسأل الله العافية، وهذه البيوت تؤجر بإجارات باهضة، فيما يبلغنا يعجز الفقير عن تحصيل أجرتها فضلا عن الصداق الذي سيدفعه، نسأل الله السلامة والعافية، مما بُلي به من أحدثوها، أو ساعدوا على إحداثها، أو استأجروها فشجعوا من أحدثوها، كم عرقلن عن الزواج من فقراء متعففين، فحذاري يا من منّ الله عليه بعدم إحداثها، أو المشاركة فيها، أو الإعانة عليها، بقول أو فعل، وأكثر من قول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلوا به، وانصح عنها من يقبل منك من أقارب وأصحاب، واحذر الحضور فيها فتكون ممن يشجع على البدعة المحرمة، وثقل المهور ينشأ عنه التزوج بالأجنبيات.

وهذا من أكبر الأضرار على الأمة، ومن أعظم الأسباب لكساد بنات الوطن لأنه يكسد واحدة ويأتي بأخرى تحمله في كل زيارة مهرا جديدا، ويبعد أن تتفق الطباع بينهما، وإن حصل أولاد ثم فراق فأعظم به من ضرر، وقبل الزواج، يجب على الشاب والفتاة سؤال أهل العلم عن الحقوق الزوجية والواجبات، وما في الزواج من حلال، أو مستحب أو مكروه أو حرام، وعليهما اقتناء كتاب فيه تفاصيل الحقوق الزوجية، ليكون عونا لهما على فهم أمور الزواج، ويجب علينا أن نعلم إن الزوج المثالي هو الزوج المخلص لشريكته، الذي يبذل مجهودا كبيرا في جعل حياتهم الزوحية سعيدة ومستقرة، بحبه وإخلاصه لها، وبإظهار اهتمامه بها دائما وبصور مختلفة وبتقديم الدعم فيقف الزوج إلى جانب زوجته في مواقف النجاح والفشل، ويقدم دعمه لها في طموحها وتحقيق أهدافها.

ويؤمن بقدراتها، ويؤكد لها دائما أنه في صفها وأنها قادرة على العمل والنجاح والمساعدة في الواجبات التى تعبر أغلب الزوجات عن استيئاهن من عدم مشاركة الأزواج لهن في أعمال المنزل وتربية الأطفال، لذلك فالزوج المثالي هو الزوج الذي يشارك في إدارة حياة أطفاله وتعليمهم مساندا بذلك زوجته، لما لذلك من أثر في تكوين علاقة متينة بين الزوجين واحترام الزوجة فمن أهم صفات الزوج المثالي هو تقديره وتكريمه لزوجته، واحترام أنوثتها، وفهمه للغاية من زواجه بها، حيث لا يقتصر ذلك على الإشباع الجسدي فقط، وإنما يتعداه إلى فهمه لمميزاتها وإيجابياتها واللطف والمودة حيث تفضل المرأة الرجل الودود الدافئ والإيجابي على المتغطرس الفظ، وإن كان الرجل يواجه يوما وظيفيا سيئا فمن الأفضل أن يخفف من توتره قبل العودة إلى المنزل.

لأن الزوجة بدورها وبانشغالاتها تكون قد مرت بيوم عصيب أيضا، وتحتاج إلى أن يكون زوجها هادئا عند عودته إلى المنزل والقدرة على إدارة الخلافات وحلها وتعتبر الخلافات جزء طبيعي في حياة الزوجين، وعلى الزوج أن يكون قادرا على إدارة هذا الخلاف وعدم تركه يتجه إلى منحيات تهدد العلاقة الزوجية، ومن ثم العمل على حل المشكلة بأقل قدر ممكن من الخسائر، بأن يجلس وزوجته ويتحدثان حول المشكلة ويحاولان إيجاد حلّ يرضيهما كليهما، كما أن الزوج المثالي يحاول قدر المستطاع المحافظة على هدوئه، وتقليل التوتر في المواقف الصعبة، وأما عن الحالات التي يجوز للمرأة طلب الطلاق فيها وهي أن تكره خلق الزوج أو خُلقه وتبغضه بحيث لا تطيق العيش معه وإن كان صالحا في دينه ويكون في نظرها بمنزلة المحارم فيحل لها طلب الطلاق منه

فإن فعل إحسانا منه كان طلاقا وإن طالبها العوض كان ذلك خلعا لحديث ابن عباس رضي الله عنهما “أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته ؟ قالت نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “اقبل الحديقة، وطلقها تطليقة” رواه البخاري، وكذلك أن تكره دين الزوج ويكون في بقائها معه ضرر في دينها بحيث يكون الرجل فاسقا لا يؤدي الفرائض أو يتعاطى المسكرات أو يعرف بفعل الفواحش أو يأمرها بالتبرج وفعل المنكرات ونحو ذلك من الكبائر الخطيرة فتحاول وتسعى في إصلاحه وإن لم يصلح فيحق لها طلب الطلاق منه وقد يجب حفظا لدينها فإن امتنع رفعت أمره للحاكم ليفسخها منه.