الدكروري يكتب عن الزواج والطلاق والحرية” جزء 7″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الزواج والطلاق والحرية” جزء 7″
ونكمل الجزء السابع مع الزواج والطلاق والحرية، ويحول بينها وبين مراحل التعليم العليا، وهذا تصور خاطئ، فإن زواجها لن يكون عائقا عن دراستها، ولا حائلا بينها وبين التحصيل العلمي، بل قد يكون سببا في إقبالها وتحصيلها لو كانت تعقل، لكن للآسف الشديد قد تصغي أذان الأمهات أو الآباء أو الأخوان إلى هذا الرأي فيزهدون لها الزواج، ويقولون أكمل الدراسة ولو مضى ثلاثة عقود من عمرك أو أكثر فهذا كله من الخطأ، الذي ينبغي للأخوات أن ينتبهنا لذلك، وإن من أسباب العنوسة وللآسف الشديد هو تطور النفقات الزوجية والمبالغات إمّا في المهور تارة، وإمّا في الولائم والالتزامات التي شقيا بها الكثير، إن غلاء المهور، وتكاليف الزواج عموما قضية وللآسف الشديد، قضية واقعية، لكننا لم نقدم حلول لها، ولم نسعى في تخفيفها.
وكل مسئول عنها من صغير وكبير، لكن من يقتدى به، ويتأسى به، يجب أن يكون موقف مشرف في هذه الأمور لأن هذه التكاليف قد تحول بين كثير من شبابنا وبين الإقدام على الزواج، لا سيما إذا قل الصبر وضعف الإيمان، وعظمة المغريات، فقد يشتغل بالمغريات والملهيات تصده عن هذا الواجب العظيم، بالانغماس بالملذات والشهوات المحرمة، فلا بد للأمة في النظر في هذه القضية نظرة عدلٍ وإنصاف من غير مُبالغة، الإسلام دعا إلى الزواج، وإعلانه، ورغب فيه، وحثَّ على الوليمةِ، وقال:” أوْلم و لو بشاة”، كُلُ هذا بحق وعدل، لكن يجب أن يكون بالوسط الذي ينبغي يستطيع الغالب أن يتخطاه، فهي قضيةٌ شائكة لا يحلُّها بتوفيق الله إلا جُهود ذوي التقى والخير والنوايا الصالحة، فاتقوا الله، فكم فسددت من بنات؟ بسبب تأخير زواجهن وهذا ما أشر إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
بقوله “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا أي تزوجوا الكفء إذا جاء تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” وفي رواية “وفساد عريض” وذلك لأن الأعراض تضيع لأن الفتاة لابد لها من زوج لابد من تنفيذ ما فيها من الرغبة إلى الرجال إما عن طريق الحلال وإما عن طريق الحرام فإذا فاتها الحلال صارت عرضة للتماس الحرام لاسيما والمغريات كما تعلمون في وسائل الإعلام وفي وسائل الاتصالات وفي الاختلاط بين الفتيات في المدارس والكليات وغيرها فإن ما يذكر عن تجمع الفتيات يندا لها الجبين مما يجري بينهن من الفتنة والشرور وما يلقى لهن من قبل السفهاء ما يلقى إلهن من محادثات واتصالات ورسائل وغير ذلك أنتم غافلون عن بناتكم ما تدرون ماذا يحصل لهن، فتقوا الله، وبادروا بتزويج الفتيات قبل أن يفوت الأوان ويحصل الخسران.
ولا تستطيعون بعد ذلك تدارك ما فات، فاتقوا الله في بناتكم وفي مولياتكم فإن ولي المرأة إذا تمانع من تزويجها من كفئها فإنه يكون عاضلا لها والعضل كبيرة من كبائر الذنوب والعضل يجب أن يخلع ولايته عليها وتنتقل الولاية إلى غيره ممن بعده على يد القاضي على يد المحكمة الشرعية وذلك لتدارك الخطر الذي هو أشد الأخطار ضياع الأعراض ضياع والذراري ضياع الحياء ضياع الأخلاق، وحتى تكون الأسرة سعيدة أباح ديننا الحنيف النظر إلى وجه المخطوبة، من حيث تعلم أولا تعلم، ونفذ السلف الصالح هذا التوجيهَ النبوي عمليا، وعلى المسلم ألا يتقدم إلى خطبة امرأة مخطوبة من قبل، إلى أن يعلم فسخ الخطبة، أو رفضها، وحتى تكمّل الأسرة بالركن الثاني ألا وهو الفتاة التي ستكون أمّا للذرية، وجدة والأحفاد، ومربية رجال المجتمع.
وحاضنة أبطال الأمة، وإن ثقل المهور يؤدي إلى عزوف شباب المسلمين عن الزواج، فيكثر الفساد في المجتمع، ويكثر أولاد الزنا، وتنتشر الفواحش، وتفشو أمراض خطيرة، وأوجاع جديدة، وأما عن صفات الزوجة السوء نعوذ بالله تعالى منها، فقد قيل لأعرابي كان ذا تجربة للنساء صف لنا شر النساء، فقال شرهن النحيفة الجسم، القليلة اللحم، المحياض الممراض، المصفرة الميشومة، العسرة المبشومة، السلطة البطرة، النفرة السريعة الوثبة، كأن لسانها حربة، تضحك من غير عجب، وتبكي من غير سبب، وتدعو على زوجها بالحرب، أنف في السماء، واست في الماء، عرقوبها حديد، منتفخة الوريد، كلامها وعيد، وصوتها شديد، تدفن الحسنات، وتفشي السيئات، تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها عليه رأفة، ولا عليها منه مخافة.