أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الزواج والطلاق والحرية” جزء 5″

الدكروري يكتب عن الزواج والطلاق والحرية” جزء 5″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الزواج والطلاق والحرية” جزء 5″

ونكمل الجزء الخامس مع الزواج والطلاق والحرية، وإذا قيل إن هذا المتقدم له زوجة أخرى، فإنه تسمع الصراخ والعويل والضجة الشديد، فكيف تقبل رجل له امرأة أخرى؟ وما تعلم لعل ذلك خير ولعل زواج من امرأة أخرى لا يضيق عليك ولا يؤثر عليك، فبقائك مع زوج وإن تعددا النسوة خير من عنوسة وذهاب العمر بلا فائدة ولا ثمرة، ومن أسباب العنوسة أيضا هو أن بعض المطلقات قد تصاب بالإحباط وترى أن طلاقها لا يمكن تزوجها بعد زواج بعدها، فإن نظر المجتمع للمطلقة نظر قليل، لا ينظرون للمطلقة نظر احترام يقولون هذه مطلقة فكيف يتزوجها أخر؟ فتصاب بالإحباط في نفسها لما تواجه من بعض المتصورات الخاطئة، وتصور خاطئ من بعض أفراد المجتمع، وأن المطلقة لا يمكن الزواج بها، ولماذا؟ ليس الطلاق عن عيب فيها قد تكون طلقة.

في عيب بالزوج المطلق، وقد تكون طلقة أيضا لأن الله لم يكتب بينهم المودة والحبة، والنبي يقول صلى الله عليه وسلم ” الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف” فليس طلاقها عيبا يمنع الزواج بها، كل هذا من التصورات الخاطئة، ومن أسباب أيضا عُنوسة النساء هو ما يسلكه بعض شبابنا ويقول الزواج مبكر فيه التزام بالمسئولية، والتزام بالعائلة والبيت، والتزام وانقطاع الإنسان عن جلسائه وعن رفقائه، وشلته، فلا بد أن يمضي العقد الثالث أو الرابع من عمره ثم يفكر في الزواج، أما في العقد الثاني والثالث فيزهده من يزهده، ويقول مالك أنت حر في تصرفه تسافر، وتذهب، وترجع لا يسأل عنك أحد أين ذهبت؟ ولا أين جاءت؟ ولا أين أقمت؟ ولا أين سهرة في الليل؟ أين كنت في النهار؟ أي مكان ذهبت إليه، إذا تزوجت ستكون الزوجة.

ستسأل عنك عدم مجيئك، عن غيابك، أين ذهبت؟ أين أتيت؟ من صاحبت؟ من رافقت؟، يقول أنا لست مستعدا لهذه المسئولية، سأبقى حرا بلا زواج ولو مضى معظم العام، وهذا تصرف خاطئ، ونظرت قاصرة، فالواجب على الشاب المسلم إذا توفرت له أسباب الزواج، وأعين على ذلك أي يبادى به أعفاف لنفسه، وغضا لبصره، وسكونا لنفسه، وإن للزواج في الإسلام أهمية كبيرة، ومنزلةٌ جليلة، فالنكاح فطرة ربانية فطر الله الخلق عليها، ولما كان النكاح بهذه المنزلة، فقد شُرع في الديانات السابقة، وفي شريعة الإسلام، الشريعة الكاملة، المكملة لصالح العباد في الدنيا والآخرة، جاء الحث على الزواج، وأنه من شعائر الإسلام، وبينت شريعة الإسلام القواعد والأساسات التي ينبني عليها هذا العقد وبينت الشريعة تفاصيل النكاح، وما يقتضيه الحال، وجاء الترغيب فيه.

فرغب الإسلام في الزواج وحث عليه، وإن للنكاح في الإسلام مقاصد متعددة، فمن مقاصد النكاح أنه موافق لهدي المرسلين وعلى رأسهم سيدهم وأكملهم محمد صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج، وحث على الزواج، فأسس بيتا، وأقام أسرة، وولد له، وأنفق على بيته وأهله، وأنفق على بيته وأهله، وهو صلى الله عليه وسلم القائل “تزوج الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” وهو القائل صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ولم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء” وهو القائل صلى الله عليه وسلم “إذا خطب إليكم من ترضون له دينه وأمانته فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” وقال أنس رضي الله عنه أمر النبي فيقول كان النبي صلى الله عليه وسلم.

يأمر بالباءة وينهى عن التبتل ويقول ” تزوجو الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” ونهى عن التبتل، فتقول السيدة عائشة رضي الله عنهما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل، أي الامتناع عن الزواج، وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ود النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان رضي الله عنه تبتله ولو أمر في فصيل، وطاف ببيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من الصحابة يسألون عن عبادته فكأنهم اتقلوا ذلك فقال قائلهم أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال آخر، أما أنا فأصلي ولا أنام، وقال آخر أما أنا فلا أتزوج النساء، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم فقال “ألا لكني اتقاكم لله وأخشاكم له، إلا أني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وآتي النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” فمن رغب عن سنتي مني، ومن مقاصد الزواج في الإسلام إعفاف الإنسان نفسه.