أخبار سياسية - اقتصادية - فنية - رياضية - عربية - دولية

الزواج والطلاق والحرية” جزء 3″

الدكروري يكتب عن الزواج والطلاق والحرية” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

الزواج والطلاق والحرية” جزء 3″

ونكمل الجزء الثالث مع الزواج والطلاق والحرية، فإنها لا يحل لك الاستيلاء على أموالها لا متزوجة ولا غير متزوجة، فرد الفتاة ومنع الأكفاء لأجل استحواذ على المال المرتب والمصالح المالية هذا كله من الخطأ والجهل، فهذا هو الزواج الذي أخذ مثالا في هذا العصر لم يعهد التأريخ مثله من غلاء المهور والمبالغات في القصور وتحمل المشاق والديون من أجل مسايرة أهل الترف والثراء، ولقد حث الشرع وأمر جميع المسلمين بالزواج إناثهم وذكورهم وأحله لهم، فقال تعالى “فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم” وقال النبي صلى الله عليه وسلم حاثا الشباب على الزواج “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه أغض للبصر وأحصن للفرج” والنكاح هو سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وسنة المرسلين من قبل حيث قال تعالى “ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية” وقال صلى الله عليه وسلم للثلاثة الذين قال أحدهم، أنا أعتزل النساء فلا أتزوج فقال لهم صلى الله عليه وسلم أنتم الذين قلتم كذا وكذا “أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني” وما شرع الله النكاح وفطر النفوس على الزواج إلا للمصالح العظيمة المترتبة على ذلك سواء عاجله أم آجله في الدنيا أم في الآخرة فمنها الاستجابة لأمر الله ورسوله، وبالاستجابة تحصل الرحمة والفلاح في الدنيا والآخرة، وفي النكاح تحصين الفرج وحماية العرض، وغض البصر والبعد عن الفتنة، وفيه قضاء الوطر وفرح النفس، والاغتباط بنعمة الله وفيه تكثير الأمة الإسلامية، وبكثرتها وتمسكها يشرع الله تقوى على أعداءها.

وتكتفي بذاتها عن غيرها، وفيه تحقيق مباهات الرسول صلى الله عليه وسلم بأمته يوم القيامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم “تزوجوا الولود الودود فاني مكاثر بكم يوم القيامة” وفيه تكوّن الأسر وتقريب الناس بعضهم لبعض فان الصهر شقيق النسب فقد قال تعالى “وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا” وفيه حصول الذرية والأولاد، وحصول الأجر علي تربيتهم والسعي في الإنفاق عليهم، وهو سبب للغناء وكثرة الرزق، فقال تعالي ” وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم” فيا أيها الشباب والأزواج اتقوا الله تعالى حق التقوى، ويا أيتها الأخوات المسلمات والزوجات أوصيكن بتقوى الله، أوصيكن بتقوى الله قبل كل شيء، ثم أوصيكن بقبول من تقدم لخطبتكن من ذو الكفاءة.

في الدين والأخلاق والفضيلة، وإياكن والتعلل بالأعذار الواهية، فقبوا الزواج في أثناء شبابكم وكمال قوتكن قبل أن يفوت قطار الزواج، فزواجكن راحة للنفس، واستقامة للحال، وحصولا للولد، وتربية للأجيال، وخير في الدنيا والآخرة، وإياك أن تردي أيتها الفتاة أخا مسلم متقدم إليك في ذو دين وخلق يسأل الأب عنه واسألي عنه، وتأكدي من حاله ثم استخيري الله في كل الأمور، فيا أيتها الأخت المسلمة، إياكي ورد الزواج، فإن ردك للأكفاء بلية عليكي، وإياكي أن تكوني عبئا على أبوك أو أمك، وإياكي أن تكوني عبئا على أبوكي أو أمك، وإياكي أن تكوني عالة على أخوانك وأقاربك، وإياكي أن ترضي بأن تكوني عالة على المجتمع وعلى أخوانك وأهل بيتك، ينظرون إليك نظر قاصرة، ويرونك أنك ثقيلة عليهم وأنكي وأنكي، فإذا تقدم كفئ في الدين.

والأخلاق والمرؤة والسمعة الحسن فاحمدي لله على هذه النعمة وسارعي في القبول واستخيري الله قبل كل شيء، وشاوري من تثقين فيه في دينه وأمانته، وإياكي ومن يثبطكي عن الزواج من الأخوات أو الأخوان، ومن يصور الزواج بأنها ثقل، وبلاء، وتبعات، واحذري تلك التصورات الخاطئة، واقبلي هذا الزواج بعد التأكد، والاستخارة لله، والاستشارة الشرعية، فإن هذا خلق حسن، واحذري الأعذار الواهية والمثبطة عن هذا الأمر الشرعي، وقد قال أبو بكر رضي الله عنه أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى وقال ابن عباس رضي الله عنهما رغبهم الله تعالى في التزويج ووعدهم عليه من الغنى فقال “إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله” وإن من فوائد النكاح العظمى أنه درء للمفسدة التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله “إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”