الدكروري يكتب عن الزواج والطلاق والحرية” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
الزواج والطلاق والحرية” جزء 1″
لقد حثنا شرعنا الإسلامي الحنيف على الزواج، والزواج هو من سنن الأنبياء والمرسلين، فلا ينبغي أن يرغب المسلم عن هذه السنة إلا من عذر شرعي مقبول عند الله تعالى، فما ينبغي لمسلم يمضي عليه يوم وليلة دون زوجة أو حليلة، وهو قادر على أداء ما عليه من الواجبات، من مسكن ونفقة ونحو ذلك، فإذا نشأ ميل من قلب شاب نحو فتاة فأحبها جبلة وفطرة، فليعف إذا كان الزواج غير ممكن، أو يتزوج بها، فالزواج الذي يجلب السعادةَ هو ما قام من أول ليلة على رضا الله تعالى، ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، وخلا مما يغضب اللهَ ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقام على المودة والمحبة والرحمة، وتنشأ المودة والرحمة إذا كان الزواج على البساطة والفطرة، دون تكلف ومشقة، وليست سعادة الزواج دائما تكون بالغنى والمال، وإن الزواج السعيد الذي يكوّن اللبنة الأولى.
في بناء مجتمع صالح في أمتنا الإسلامية، وهي الأسرة، حيث تبدأ بشاب ذو خلق ودين، وهذا هو الركن الأول في الأسرة، وهو رجل المستقبل، وأب لشباب الأمة وفتياتها، فينبغي لأولياء أمور الفتيات ألا يتقاعسوا عن قبول مثل هذا الشاب المؤدب المتدين، فلا تجعلوا الفقر وقلة ذات اليد سببا في رفض هذا الفتى أو ذاك الشاب، فهذا يؤدي إلى تدهور في الأسر والمجتمعات، وفساد في العائلات، ويضع الإسلام من الأحكام ما يصلح به حال الناس في حاضرهم ومآلهم، وأحكام الإسلام هي تشريع خالق البشر عز وجل العالم بما يصلح حالهم كله عاجله وآجله، وذلك على عكس ما يضعه البشر من تشريعات أو ما يظهر بين الناس من أعراف تكونت بعيدا روح الشرع وأحكامه السمحة، لذلك نجد الناس طرفي نقيض في التعاطي مع الخاطبين ما بين مطلق لهما الحبل على غاربه.
وما بين مضيق عليهما لدرجة عدم السماح لكليهما برؤية الآخر إلا يوم الزفاف، وكلا الحالتين تفريط وإفراط تبرز قصور البشر عن وضع تشريعات محكمة تصلح حاضرهم ومستقبلهم، ومن يلقي نظرة على أحكام الإسلام المتعلقة بالخطبة يعلم يقينا سمو التشريع الإسلامي الذي لا يدانيه تشريع البشر مهما بلغوا من التقدم المادي، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن حفظ الفروج هو أحد الضرورات التي جاء الشرع بحفظها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج” والأدلة على الحث على الزواج وتيسيره أدلة كثيرة لما يترتب عليه من المصالح العظيمة التي أعظمها حفظ الفروج حفظها من الضياع وحفظها من الانتهاك ولما يترتب على الزواج من المصالح العظيمة أيضا من حصل النسل والإنجاب.
التي به تكثر الأمة قال صلى الله عليه وسلم “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة” وكذلك ما يترتب على الزواج من تعاون الزوجين على تكوين الأسرة وبناء الأسرة قيام الزوج على الزوجة، وكذلك قيام الزوج بالإنفاق على المرأة وكفالتها لأنها ضعيفة تحتاج إلى من يقوم بمئونتها ولو وكلت إلى نفسها في تحصيل الكسب وهي امرأة ضعيفة لم تقدر على ذلك إلا بالشقة والكلفة فالله جعل نفقتها على زوجها، وأيضا لأجل أن تتفرغ لتربية الأولاد وترتيب البيت وحصول الأنس بينها وبين الزوج فالله سبحانه وتعالى حكيم عليم في تشريعه ومن ذلك انه سبحانه وتعالى شرع الزواج وحث عليه وأمر به لما يترتب عليه من المصالح العظيمة والخيرات الكثيرة فيبادر المسلمون فليبادروا في تزويج مولياتهم قال صلى الله عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”
وإن البيوت ملئ بالنساء العانسات التي فآتهن الزواج بسبب التأخر فيه وبسبب أمور كثيرة لا يشعر بها أولياء أمور النساء إن البيوت تأن من كثرة العوانس والبنت إذ فاتا سن الزواج بحقها فإن الرجال ينصرفون عنها وتكون عانسة محرومة من الحياة الزوجية تكون عالة على غيرها أو تضطر إلى أن تخرج لكسب العيش فيحصل عليه بذلك مخاطر عظيمة فالواجب البدار البدار تزويج الفتيات في سن الزواج الذي يرغب بهن الرجال قبل أن تفوت هذه الرغبة فتبور النساء وتتعطل ف بيوت آباءهن، ثم إن أيضا إن تأخير الزواج للفتيات وهن في سن الشباب وما فيهن من الغريزة من حب الزوج والزواج ومن حب الاستمتاع قد يحمل الفتاة على التعلق بالشباب أو بالشابات عن طريق العشق والغرام فكم قيل بين الطلبه والطالبات من تعلق بعضهن ببعض بالعشق والغرام حتى ربما يكتفي بعضهن ببعض من شدة الحاجة.