الدكروري يكتب عن مخاطر الطلاق والإنفصال ” جزء 9″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
مخاطر الطلاق والإنفصال ” جزء 9″
ونكمل الجزء التاسع مع مخاطر الطلاق والإنفصال، وإذا بالزوج يعاني الوحدة والألم على انهدام بيته وتشتت أسرته وإذا بمشكلة المجتمع تتعاظم وتتفاقم، ويجب أن نقول بأن غلاء المهور، وارتفاع تكاليف الزواج،وتعنت الأباء والأمهات في المواصفات التي يضعونها لزوج ابنتهم أو الطلبات التي يطلبونها منه،وتأخر السن الوظيفي للشاب، ومحاربة التعدد،فماذا ينتج عن ذلك؟ فإنه تتكدس النساء في البيوت يعانين من شوق للأمومة وإلى حضن الزوج الدافئ الحنون ويصطلين بنار العواطف المشتعلة، ومما يجعل المرء يشعر بالقلق من تحول هذه القوارير الناعمة المكدسة إلى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة فتحرق المجتمع تلك الهجمة الشرسة على العفة والأخلاق من خلال القنوات الفضائية، والشبكة العنكبوتية.
ودعاة السوء الذين ينادون للرذيلة تحت غطاء تحرير المرأة وإعطائها حقوقها، والكلام المعسول لذئاب البشر ولصوص الأعراض، ويسهم في حدوث المأساة تجار باعوا أخراهم بدنياهم فأغرقوا الأسواق بأنواع من الحجاب هي للتبرج أقرب وملابس كاسية عارية ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فيا أيتها المرأة ويا أيتها الفتاة قومي أفيقي قبل أن تستعر النار وتستعصي على الإطفاء ويتسع الخرق على الراقع وتعض أصابع الندم، ولإن قضية الطلاق وأول سبب لانتشارها هذا الداء المفزع البعد عن ديننا الذي شرعه الله لنا وصدق الله العظيم حينما قال ” ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشرة يوم القيامة أعمي” وأي ضنك أشد من خراب البيوت وتشتت الأسر وضياع الأبناء؟ فاتقوا الله عباد الله وإني مخاطب الرجال بكلام.
فلا يجدوا في أنفسهم علي أن أقول لهم إن كثرة حالات الطلاق في المجتمع تدل مع الأسف على سوء استخدام الرجل لحق أعطاه الله إياه فمهما كان من أمر فإن المسؤولية الكبرى تقع على الرجال، أقول لهم إن الله لم يجعل الطلاق في أيديكم ليكون أسرع الحلول بل وضع لكم سلما في تأديب المرأة منها الموعظة ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح، ثم التحكيم، والتعدد، فلما تلجأ أخي الزوج إلى الطلاق مباشرة؟ أتريد أن أخبرك لما ذا ؟ لأنه هدف عدوك الأكبر وهو إبليس اللعين، ولكن وإن كان الحل أكبر منا لكن هناك ما نستطيع فعله في هذا الجانب،حيث يمكن لثلاثة إلى خمسة من أهل الحي ممن تتوفر فيهم الأهلية لذلك أن يشكلوا لجنة مهمتها الإصلاح بين الزوجين، أو توعية الأسر في جانب الحياة الأسرية وقد وجد مثل ذلك في دول مقاربة.
ونجح فمن وجد في نفسه الكفاءة والرغبة لذلك فليتقدم، وإن من تلك الأسباب هو سوء الاختيار كأن يسيطر على عقل الرجل عند البحث عن الزوجة عامل الجمال فقط ولا يضع أي اعتبار لعوامل أخرى،وقد تأتي تلك الجميلة غبية أو خرقاء،أو متعالية مغرورة بجمالها فتحول حياته إلى جحيم عندها يفيق ويبدأ في التفكير في الطلاق،أو قد يبحث عن ذات الجاه والنسب وأن تكون من أسرة غنية فتأتي وقد تعودت في بيت أهلها على مستوى من المعيشة لا يستطيع أن يوفره لها فيبدأ الشقاق والخلاف ويبدأ التفكير في الطلاق،أو قد يتزوج المرأة لمالها طمعا في ثروتها التي ورثتها عن أبيها أو بأي سبب من الأسباب فإذا بصاحبة المال تعامله معاملة العبد المملوك فتستيقظ رجولته في وقت متأخر ويكون الطلاق،وكل هذه الأصناف وأشباهها أقول لهم لقد نصحكم رسولكم الحبيب صلي الله عليه وسلم.
فالجمال يتبدل ولا يدوم والمال يفنى والنسب لا ينفع بغير دين فقولوا لي بربكم من لم تعرف حق ربها وخالقها ومنشأها من العدم كيف لها أن تعرف حق زوجها، فكل شيء من مواصفات الدنيا يفنى ويتبدل وتبقى ذات الدين شامخة عزيزة بنور ربها الذي تحمله في صدرها،بمبادئها ومعتقداتها الراسخة رسوخ الجبال فلا تتبدل ولا تتغير، تبقى تلك التي أثنى عليها الصادق المصدوق صلي الله عليه وسلم ومن الرجال من يبحث عن المرأة العاملة ليتزوج بها أملا في أن تكون عونا له على تحقيق حياة أفضل، فيصدم بعضهم بطبيعة حياة المرأة العاملةن فهو بحاجة إلى الاستيقاظ المبكر والخروج المبكر، وقد يخرج جميع أفراد الأسرة دون تناول وجبة الصباح المهمة، لكي يستطيع أن يوصل الأولاد إلى مدارسهم ويوصل المرأة إلى عملها.