الدكررورى يكتب عن نبي الله إسحاق عليه السلام ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
نبي الله إسحاق عليه السلام ” جزء 2″
ونكمل الجزء الثاني مع نبي الله إسحاق عليه السلام، فهو ولد نبي الله الخليل إبراهيم عليه السلام من زوجته السيدة سارة، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة لما مروا بهم مجتازين ذاهبين إلى مدائن قوم لوط ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، وقد ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بأنه “غلام عليم” وجعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات، وجاء من نسله سيدنا يعقوب عليهما السلام، وقد ذكر الله تعالى عبده إسحاق بالصفات الحميدة وجعله نبيا ورسولا، وبرأه من كل ما نسبه إليه الجاهلون، وأمر الله قومه بالإيمان به كغيره من الأنبياء والرسل، وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي الله إسحاق وأثنى عليه عندما قال ” إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم ”
فهؤلاء الأنبياء الأربعة الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أنبياء متناسلون، ولا يوجد بين الناس أنبياء متناسلون غيرهم وهم يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام، ولقد نبى الله دعا إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله وحده، وأوحى إليه بشريعة مبنية على الإسلام ليبلغها ويعلمها الناس، وقد أرسله الله تبارك وتعالى إلى الكنعانيين في بلاد الشام وفلسطين الذين عاش بينهم، وقد قيل إن إبراهيم عليه السلام أوصى ابنه إسحاق ألا يتزوج إلا امرأة من أهل أبيه فتزوج إسحاق رفقة بنت ابن عمه، وكانت عاقرا لا تنجب فدعا الله لها فحملت فولدت غلامين توأمين أحدهما اسمه العيص أو قيل العيسو، والثاني يعقوب، وهو نبي الله إسرائيل، وقيل إن نبى الله إسحاق عليه السلام عاش مائة وثمانين سنة.
ومات في حبرون وهي قرية في فلسطين وهي مدينة الخليل اليوم حيث كان يسكن إبراهيم عليه السلام، وقد دفنه ابناه العيص ويعقوب عليه السلام في المغارة التي دفن فيها أبوه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، وكان نبى الله يعقوب عليه السلام هو ابن إسحاق ويقال له “إسرائيل” وتعني عبد الله، وكان نبيا لقومه، وكان تقيا وبشرت به الملائكة جده إبراهيم وزوجته سارة عليهما السلام وهو والد نبى الله يوسف، وهو يعقوب ابن نبي الله إسحاق ابن نبي الله إبراهيم، وأمه هى رفقة بنت بتوئيل بن ناصور بن آزر أي بنت ابن عمه، ويسمى يعقوب إسرائيل، الذي ينتسب إليه بنو إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم واسمه إسرائيل، وكان نبيا إلى قومه، وقد ذكر الله تعالى ثلاث أجزاء من قصته، وهى بشارة ميلاده.
وقد بشر الملائكة به إبراهيم جده وسارة جدته، وأيضا ذكر الله تعالى وصيته عند وفاته، وقد مات يعقوب وهو يسأل أبناءه عن الإسلام، ويطمئن على عقيدتهم وقبل موته، ابتلي بلاء شديدا في ابنه، وتوفي يعقوب عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبعة عشر سنة من اجتماعه بيوسف، وقد أوصى نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى فلسطين ودفنه في المغارة بحبرون وهي مدينة الخليل في فلسطين، وأما عن نبى الله إسحاق فقد ولد إسحاق حينما تقدم والداه في العمر، فبلغ سن أبيه عند ولادته مائة سنة وأمه تسعين سنة، وذكر القرآن الكريم أنهما بُشرا بولادته قبل ولادته، ثم أصبح نبيا بعد وفاة أخيه إسماعيل عليهما السلام
وإن إسحاق ابن النبي إبراهيم عليه السلام من زوجته سارة، وقد وُلد في فلسطين، وعاش فيها، وكانت ولادته بعد النبي إسماعيل بخمس سنوات، وإسحاق مفردة عبرية تعني الضاحك، وقيل إنها عربية، وقد تزوج نبى الله إسحاق في الأربعين من عمره من رفقة، فرُزقا توأمين عيص ويعقوب، وهو جدّ بني إسرائيل، وكما بشّر جبرئيل انحدر من ذريته أنبياء كثيرون منهم يوسف، وداود، وسليمان، وأيوب، وموسى، وهارون، ونقلت المصادر التاريخية أن النبي إبراهيم عليه السلام هوعمّ النبي لوط عليه السلام وأن نبى الله إسحاق هو ابن عمّه، وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة لإبراهيم وسارة، لما مروا بهم ذاهبين إلى مدائن قوم لوط، ليدمروها عليهم لكفرهم وفجورهم، وقد ذكره الله في القرآن الكريم بأنه غلام عليم وانه من المصطفين الأخيار.