الدكرورى يكتب عن سيد الشهداء الحسين بن علي ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
سيد الشهداء الحسين بن علي ” جزء 4″
ونكمل الجزء الرابع مع سيد الشهداء الحسين بن علي، ويجب أن نلحظ هنا أن الحسين لم يبدأ بالقتال، بل إن موقفه كان عدم الاستسلام فقط، وقع القتال بين فئة صغيرة لا تبلغ الثمانين رجلا وبين خمسة آلاف فارس وراجل، على أنه انضم إلى الحسين أفراد رأوا أن أهل العراق خانوا الحسين، وأن من واجبهم الاستماتة بين يديه، فانتقلوا إليه مع معرفتهم بالموت الذي ينتظرهم، وكانت الواقعة، فقتل رجال الحسين على بكرة أبيهم وقيل أنهم حوالي اثنين وسبعون رجلا، وقتل الحسين بن علي معهم، وفي أثناء القتال كان يُستحث أهل العراق على حرب الحسين بن علي، فكان يقال لهم “يا أهل الكوفة، الزموا طاعتكم وجماعتكم، ولا ترتابوا في قتل من مرق من الدين وخالف الإمام، فكان أهل الكوفة إذن يستحثون على الطاعة ولزوم الجماعة.
ويُبين لهم أن الحسين وأصحابه إنما هم مارقون من الدين، ثم بعث ابن زياد بالرؤوس، ومن بينها رأس الحسين إلى يزيد بن معاوية بالشام، فدمعت عينا يزيد بن معاوية وقال كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية عبيد الله بن زياد، أما والله لو أني صاحبه لعفوت عنه، ورحم الله الحسين بن علي، ثم أكرم يزيد بن معاوية نساء الحسين وأهله وأدخلهن على نساء آل معاوية وهُن يبكين وينحن على الحسين وأهله، واستمر ذلك ثلاثة أيام، ثم أرسل يزيد بن معاوية إليهن يسأل كل امرأة عما أخذ منها، فليس منهن امرأة تدعي شيئا بالغا ما بلغ إلا أضعفه لها، ثم أمر يزيد بن معاوية النعمان بن بشير أن يبعث معهن رجلا أمينا معه رجال وخيل يصحبهن أثناء السفر إلى المدينة، وعندما ودعهن يزيد قال لعلي بن الحسين علي الأصغر.
قبح الله ابن سمية أما والله لو أني صاحب أبيك ما سألني خصلة إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت ولو بهلاك بعض ولدي، ولكن الله قضى ما رأيت، ثم جهزه وأعطاه مالا كثيرا، وكساهم وأوصى بهم ذلك الرسول، وقال لعلي كاتبني بكل حاجة تكون لك، وقد تزوج الحسين بن على من نساء عديدات، منهن هي السيدة ليلي بنت عروة بن مسعود الثقفي وهي أم علي الأكبر، ومنهن شاه زنان بنت يزدجرد وهي أم السجاد وهي أميرة فارسية، وهي ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك الفرس، والرباب بنت أمرئ القيس بن عدي وهي أم سكينة وعلي الأصغر المشهور بعبد الله الرضيع الشهيد بكربلاء، وأم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله وهي أم فاطمة، وكان له ستة أولاد، أربعة من الذكور وبنتان، فأما الإناث فهن فاطمة، وسكينة.
وأما الذكور فهم علي الأكبر، وعلي الأصغر، وجعفر وقد مات في حياة أبيه ولم يعقب، وأمه قضاعية، وعلي وجميع الذكور قتلوا في واقعة الطف، باستثناء زين العابدين وهو العقب من الذكور، فجميع الحسينيين على وجه الأرض من ابن واحد وهو علي بن الحسين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي قال ” لا يدخل علي أحد ” فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج رسول الله يبكي، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي يمسح جبينه وهو يبكي فقلت ” والله ما علمت حين دخل ” فقال ” إن جبريل كان معنا في البيت، قال أفتحبه؟ قلت أما في الدنيا فنعم، قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء ” فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بحسين حين قتل قال ” ما اسم هذه الأرض؟ قالوا كربلاء.
فقال ” صدق الله ورسوله كرب وبلاء ” وفي رواية ” صدق رسول الله أرض كرب وبلاء ” والحسين هو من أهل البيت المطهّرين من الرجس بلا ريب، بل هو ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنصّ آية المباهلة التي جاءت في حادثة المباهلة مع نصارى نجران، وقد خلد القرآن الكريم هذاالحدث في قوله تعالى ” فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين” وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنها نزلت في أهل البيت، وهم رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كما صرّحوا على أن الأبناء هنا هما الحسن والحسين بلا ريب.