صفات المؤمنين فى القرآن الكريم ” جزء 8″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثامن مع صفات المؤمنين فى القرآن الكريم، ويقول الله سبحانه وتعالى ” والعصر، إن الإنسان لفى خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر” فلا بد من التناصح، والتواصي بالحق، والتعاون على الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل حلول العقوبة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه، أوشك أن يعمهم الله بعقابه وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم” وقال جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة.
وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، والمشروع للمسلم إذا سمع الفائدة أن يبلغها غيره، وهكذا المسلمة تبلغ غيرها ما سمعت من العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم “بلغوا عني ولو آية وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس يقول ” ليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع” ويقول صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة” ويدخل في هذا الحديث العظيم كل من جاء إلى مسجد أو أي مكان فيه حلقة علم أو موعظة يطلب العلم ويستفيد، ومن صفات المؤمنين هو إيتاء الزكاة فإن من صفات المؤمنين أنهم يحافظون على أداء الزكاة على اختلاف أجناس الأموال، ويحافظون كذلك على تزكية أنفسهم من الأخلاق الدنيئة.
بتجنب الأعمال التي تؤدي إلى سوء الخُلق، وقد ذكر الله تعالى هذه الصفة في سورة المؤمنون حيث قال ” والذين هم للزكاة فاعلون” وكذلك حفظ الفروج فيجتنب المؤمن الزنا، وكل ما يؤدي إليه من قول أو فعل، كالنظر، أو اللمس، أو غير ذلك، مصداقا لقول الله تعالى ” والذبن هم لفروجهم حافظون” فالمؤمنون يحفظون فروجهم إلا عمّا أحل الله لهم كالزوجات، والإماء المملوكات، كما في قول الله تعالى ” إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين” ولكن من يبتغي غير ما أحله الله تعالى من الزوجة والسرية فقد تعدى حدود الله تعالى، واجترأ على محارمه، مصداقا لقول الله عزّ وجل ” فمن ابتغى زراء ذلك فأولئك هم العادون”
وتجدر الإشارة إلى اشتراط الملك الكامل في ملك اليمين حتى تحل لمالكها، أما إذا ملك نصفها لم تحل له، لأنها ليست ملك يمينه، فقد قال الله تعالى ” أو ما ملكت أيمانهم” وكما لا يجوز اشتراك زوجين في زوجة حرّة واحدة، كذلك لا يجوز اشتراك سيدين في أمة مملوكة، وكذلك فإن توحيد الله من صفات المؤمنين أنهم لا يعبدون مع الله غيره، بل يوحدونه ويبتغون بأعمالهم وجه الله عز وجل، حيث قال الله تعالى ” والذين هم بربهم لا يشركون” وهذا دليل على نفي الشرك الخفي، حيث قال الله عز وجل في الحديث القدسي ” أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معى غيرى، تركته وشركه” فلا يقبل العمل إن لم يكن خالصا لله تعالى دون سواه.
ولا يبتغي منه العبد رياء ولا سمعة، وإنما غاية مقصده هو نيل الرضوان، و دخول الجنان، فيقومون بالخير مع خشية عدم قبول أعمالهم، فقد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت ” سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ” والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون” فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها “أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” قال لا يا بنت الصديق، ولكنهم يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يتقبل منهم” فالمؤمنون يصلون الصلوات، ويعطون الصدقات، ويؤدون الطاعات وهم خائفون ألا تقبل منهم خشية أن يكونوا قد قصّروا بأحد شروطها.